في العقدين الماضيين برزت تركيا لتكون واحدة من أهم دول الاستثمار بكافة مجالاته، ولا تزال الإحصائيات تشير إلى أرقام عالية ومتزايدة في هذا الشأن. وكنا قد تناولنا الموضوع من جوانب مختلفة عموماً، وفي هذا المقال سنبين بشيء من التفصيل الاستثمار الجزائري في تركيا على وجه التحديد.

هل متاح للجزائريين أن يستثمروا في تركيا؟

نعم، يمكن للجزائريين الاستثمار في تركيا. كمستثمر أجنبي، يمكنهم الاستثمار في مجموعة متنوعة من القطاعات في تركيا، مثل قطاع العقارات والسياحة والتصنيع والطاقة وغيرها. ففرص السوق وافرة نظراً لما تتميز به تركيا من اقتصاد متنام، ونشاط العديد من الصناعات فيها. والاستقرار السياسي والاقتصادي يسهم في تشكيل بيئة عمل مناسبة بعيداً عن أية مخاطر أو شكوك محتملة. كما أن الأرقام الصادرة باستمرار والتي تشير إلى معدلات قياسية في الأرقام المتنامية الاقتصادية والقدرة الإنتاجية والتصديرية لكافة القطاعات تعد عوامل جذب للمستثمر الأجنبي. ومع ذلك، على أي مستثمر التعرف على اللوائح والإجراءات الخاصة والمحددة بالاستثمار الأجنبي في تركيا بما في ذلك الحصول على التصاريح والتراخيص اللازمة، وطلب المشورة في هذا المجال.

أفضل أنواع الاستثمار المتاحة للجزائريين في تركيا

كثيرة هي الاستثمارات المتاحة للجزائريين في تركيا، نذكر منها:

1. الاستثمار العقاري

نما الاستثمار العقاري في تركيا في السنوات الأخيرة، ما جذب المستثمرين الأجانب نظراً للأسعار المقبولة، وموقعها المناسب، واقتصادها المزدهر. ويقدم سوق العقارات في تركيا مجموعة من الفرص والخيارات للاستثمار والنمو، ولكن البحث الدقيق والتخطيط ضروريان للاستثمار الناجح في البلاد؛ فالعقارات على اختلاف أنواعها توفر فرصاً سانحة بما في ذلك الشقق الفاخرة والفلل الحديثة والمنشآت التجارية والأراضي المستقلة. وتعد إسطنبول وأنطاليا وأنقرة وبورصة وطرابزون من أشهر المدن لهذا النوع من الاستثمار. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الحكومة التركية بإدخال قوانين وحوافز لزيادة تعزيز قطاع العقارات، مثل برنامج الجنسية عن طريق الاستثمار، الذي يمنح الجنسية للأفراد الذين يشترون عقاراً بقيمة 400 ألف دولار على الأقل. كما أن سوق الإيجارات في تركيا قوي، ما يوفر فرصاً مهمة لإيرادات الإيجار. ومع ذلك، كما هو الحال مع أي استثمار عقاري، هناك تحديات يجب مراعاتها؛ لذلك يوصى بالعمل مع وكيل عقاري خبير في الشأن لضمان عملية استثمار سلسة وآمنة وناجحة في آن معاً.

2. الاستثمار التجاري

يعد الاستثمار التجاري في تركيا جذاباً؛ لأنه يمتلك سوقاً استهلاكية كبيرة ومتنامية، وسياسات حكومية مشجعة للمستثمرين الأجانب، وموقع استراتيجي للوصول إلى الأسواق في أوروبا والشرق الأوسط، وبنية تحتية متطورة للنقل والتواصل وغيره. وتؤكد ذلك الأرقام الصادرة عن غرفة التجارة التركية والتي تشير إلى التفوق التركي في مجال التجارة الدولية معزَّزاً بالأرقام القياسية المستمرة للصادرات إلى جميع أنحاء العالم.

3. الاستثمار الصناعي

بالنظر إلى الاحتياجات العصرية المتزايدة؛ واليد العاملة والمواد الخام المتوفرة، بات الاستثمار الصناعي في تركيا في السنوات الأخيرة علامة فارقة، وميداناً للعديد من الفرص المناسبة للمستثمرين في كافة المجالات، مدعوماً ببيئة أعمال مثالية، وسوق محلي كبير، وموقع استراتيجي مميز مشكلاً جسراً يربط بين أوروبا وآسيا، إضافة إلى سمعة شهيرة للناتج الصناعي، ما يدفع البلدان حول العالم لزيادة الطلب واستيراد المنتجات التركية. وتعد صناعات السيارات والمنسوجات والمواد الغذائية من أكبر قطاعات الاستثمار الصناعي في تركيا. وقد أقرت الحكومة التركية العديد من الحوافز والقوانين لجذب الاستثمار الأجنبي إلى البلاد، بما في ذلك التخفيضات الضريبية، والقروض الاستثمارية، كما أطلقت مبادرات لتشجيع الاستثمار في الصناعات ذات التقنية العالية، مثل الطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات، وغيرها.

4. الاستثمار السياحي

تشتهر تركيا بمناطقها الطبيعية المتنوعة الرائعة، والمعالم الأثرية العريقة والتراث الثقافي، ما يجعلها تتميز بسياحة مزدهرة، حيث تجذب ملايين الزوار كل عام. وقد استثمرت الحكومة بكثافة في قطاع السياحة، مترافقة مع مبادرات تهدف إلى تطوير البنية التحتية، وتوسيع أماكن الإقامة، وتعزيز عوامل الجذب الثقافية والترفيهية. بالإضافة إلى ذلك، تقدم تركيا العديد من الحوافز والمزايا للمستثمرين الذين يتطلعون إلى الاستثمار في قطاع السياحة، مثل الإعفاءات الضريبية والقروض والعمليات الإدارية البعيدة عن البيروقراطية والتعقيد. ونتيجة لذلك، كان هناك تدفق كبير للاستثمار الأجنبي في هذا القطاع، ما ساعد على تعزيز الاقتصاد وزيادة فرص التوظيف.

5. الاستثمار الزراعي

شهد الاستثمار الزراعي في تركيا زيادة ثابتة في السنوات الأخيرة، حيث قدمت الحكومة العديد من الحوافز والدعم لتشجيع استثمارات القطاع الخاص في هذا المجال. فالبلاد تتميز بموارد طبيعية وفيرة ومناخ مناسب للزراعة، ما يجعلها وجهة جذابة للمستثمرين. وتشمل بعض مجالات الاستثمار الزراعي في تركيا الزراعة في البيوت البلاستيكية، وصناعة الألبان، وتربية المواشي، وتجهيز المنتجات الزراعية وتعبئتها، والثروة السمكية، وغيرها. وما يزيد الإقبال على الاستثمار الأجنبي في هذا القطاع مشاركة دول كبار المستثمرين فيه مثل هولندا وألمانيا وفرنسا.

المزايا التي يحصل عليها المستثمرون الجزائريون في تركيا

  • الموقع الاستراتيجي: تقع تركيا على مفترق طرق بين أوروبا وآسيا، وتوفر جسراً بين القارتين وسهولة الوصول إلى أسواق متعددة
  • الاقتصاد المتنامي: تتمتع تركيا باقتصاد سريع النمو مترافقاً بعدد كبير من السكان والشباب، ما يجعلها سوقاً جذابة للاستثمار.
  • القوانين المحفزة: فقد أقرت الحكومة عدداً من القوانين والحوافز التي تهدف إلى جذب الاستثمار الأجنبي وتعزيز النمو الاقتصادي.